أخر الاخبار

نظرية الفستق للكاتب فهد عامر الأحمدي

تحميل كتاب نظرية الفستق
 

كتاب نظرية الفستق

نظرية الفستق, كل إنسان حولك مزيج نفسي وراقي وثقافي لا يتكرر بين فردين, فأنا و أنت و أي شخص تعرفه محصلة لعناصر وظروف ومؤثرات. لا تتشابه حتى بين التوائم, نتحول بمرور العمر و تنوع الخبرات إلى حقيبة بأرقام سرية لا نعرف حتى نحن كيف نفتحها و نرى محتوياتها.

غير أن المشكلة لا تكمن في تنوع شخصيات البشر, بل في فشل كل إنسان في إكتشاف نقاط تفرده و أسباب إختلافه عن الآخرين.

في إعتقاد كل شخص أنه فريد عصره و وحيد زمانه و المرجع الوحيد فيما يختلف عليه الناس و يخفى عليهم امره, في. قناعته بأن ما توصل إليه بعد ما يظنه تفكيراً واعياً و عميقاً هو الصحيح والسليم ومالم يسبقه إليه أحد من العالمين.

و أياً كانت آرائنا ونتائج تفكيرنا فهي في النهاية محصلة لمؤثرات عميقة لا واعية نسيها معظمنا محصله لدوافع وخلفيات توجهنا لتبني آراء وافكار نعتقد أن على الجميع الإلتزام بها.

نادراً ما يخطر ببالنا إحتمال تشوه قراراتنا ونظرتنا للعالم من خلال الموروث والسائد والأفكار المقولبة وتجاربنا الخاصة و ليس العكس.

ما هي خطتك في الحياة ؟

حين تسافر الطائرة إلى أي بلد تنطلق حسب خطة عمل مسبقة و جدول دقيق يحدد موعد إقلاعها و من أي مطار و مدرج و موعد. هبوطها و في اي مطار و مدرج و لأنها تسير وفق جدول دقيق وحسب خطة متفق عليها تصل إلى الموقع المستهدف في الوقت المحدد بنسبة تتجاوز 95%.

وفي المقابل تخيل صعود الكابتن الى الطائرة دون معرفة وجهته او الى اي مطار سوف يقلع و حين يتصل ببرج المراقبة لا يجيب عليه احد او يكتشف عدم وجود رحلة مجدولة تخص هذه الطائرة بالذات.

بإختصار:

  1. ان لم تعرف اين تذهب فجميع الطرق تنتهي للا شيئ.
  2. سر النجاح يكمن في وضوح الهدف و المرونة في التنفيذ.
  3. ينشغل الفاشلون بالمشاكل والعقبات في حين ينشغل الناجحون بتحقيق الهدف النهائي.

نظرية اعرف نفسك أولاً

من أهم أسباب فشلنا في الحياة جهلنا بأنفسنا وعدم معرفتنا بقدراتنا وأولوياتنا (ويكفي هذا السطر لاختصار مجمل المقال). فقبل أن تعرف غيرك يفترض أن تتعرف على ذاتك، وقبل أن تفهم الآخرين عليك فهم نفسك، وقبل أن تفكر في الإقدام على أي عمل افحص ميولك وقدرتك على إنجازه.. فمن أهم أسباب فشلنا في الحياة ضبابية الأحلام وعدم معرفة ماذا نريد وماذا نستطيع وإلى أي اتجاه نميل؟ وحين نفشل في أي مجال نسارع للوم الآخرين ولا نفكر للحظة في أن عدم فهمنا لأنفسنا قد يكون أهم أسباب فشلنا.

(حين تكبر)!؟ .. ماذا كان يثير دهشتك وفضولك!؟ .. ماذا كان يثير إعجاب الناس بخصوصك؟.. ماذا كانت تتوقع صحیح أن أشياء كثيرة ومالا تتوقع عن مستقبلك؟. تغيرت منذ ذلك الحين؛ ولكن العودة إلى أحلام الطفولة كثيرا ما يعيدنا إلى أحلامنا النقية ورغباتنا الحقيقية قبل أن تجبرنا الظروف والعقبات على نسيانها وتجاهلها (وكم حلم طفولي أجله صاحبه لما بعد سن التقاعد)!

نظرية إن لم تحلم به فكيف ستحققه ؟

الأحلام الكبيرة كثيراً ما تنتهي بإنجازات "متوسطة" أما الأحلام المتواضعة فتنتهي حتما بإنجازات (تافهة). الأحلام الصغيرة تعمي بصرك عن الاحتمالات الكبيرة، أما الأحلام الكبيرة فتقودك لآفاق لم يحلم بها معظم الناس حولك!! حين تحلم بـ(قرص عيش) ستحصل في النهاية على كسرة خبز ولكن حين تحلم بـ(مصنع معجنات) لن تنتهي بأقل من متجر فطائر .

الشاطحون في أحلامهم هم من يقودونا نحو المستقبل، أما العقلاء والمتحفظون فبالكاد ينجحون في قيادة أنفسهم. لم أدرك شخصيا عبقرية مصطفى محمود إلا حين ألف فيه أحد النقاد كتابا بعنوان "شطحات مصطفى محمود".. لم أدرك عظمة الروايات العلمية إلا حين حلم كتابها وتنبئوا – قبل زمن طويل – بما تحقق هذه الأيام. وأنت من جهتك يجب أن تكون حالما كبيرا إن أردت انجازا

نظرية النبوءة المحققة لذاتها

آرائنا المسبقة مسئولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا .. فإن أخذت – مثلا – فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سؤ النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظة وحذر (وقد لا يستحق ذلك فعلا).. ا.. وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك بنفس الطريقة (لأن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه) فتشعر أن ما افترضته فيه كان صحيحا (منذ البداية). ولأنك أصبحت متأكدا من رأيك الأول - وجرب هو أسلوبك الفظ معه - يستمر تعاملكا بهذا الشكل حتى تصلا لنقطة "اللاعودة" ومرحلة التصادم الحقيقي.

محمد الصادق عثمان
بواسطة : محمد الصادق عثمان
محمد الصادق محمد عثمان طالب جامعي في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -