أخر الاخبار

إبدأ بالأهم ولو كان صعباً

كتاب ابدأ بالأهم ولو كان صعباً

ابدأ بالأهم ولو كان صعباً

ليس هناك وقت كاف أبدأ لفعل كل ما يحلو لنا فنحن فعلياً منهمكون بالعمل وبالمسؤوليات الشخصية، والمشروعات وأكداس المجلات المعدة للقراءة وأكوام من الكتب التي ننوي أن ننجزها في أحد الأيام لكن سرعان ما نتناولها بسرعة خاطفة.

أنك لا تريد أن تتناولها بسرعة خاطفة. ولن تستطيع أن تحصل على ذلك. ولن تستطيع أبدأ أن تحصل مباشرة على كل تلك الكتب، والمجلات، ونشاطات وقت الراحة التي تحلم بها .

انس فكرة حل مشكلات إدارة الوقت بأن تكون أكثر إنتاجاً. لا يهم كثرة الأساليب الإنتاجية الشخصية التي تتقنها، فهناك دائماً الكثير الذي تود فعله ويدركك الوقت، ولا يهم مقداره.

تستطيع السيطرة على وقتك وعلى حياتك فقط عندما تغير طريقة تفكيرك، وكيفية التعامل مع تيار المسؤوليات التي لا نهاية لها والتي تعترضك كل يوم. ويمكنك السيطرة على مهامك ونشاطاتك فقط عندما تتوقف عن أداء بعض الأمور وتبدأ بتمضية وقت أكثر على النشاطات القليلة والتي ستغير فعلاً مجرى حياتك.

لقد درست إدارة الوقت لأكثر من ثلاثين عاماً. وانغمست في أعمال بيتر دراكر، وألكس ماكينزي، وآلان لاكين، وستيفن كوفي، وآخرين كثيرين. وقرأت المئات من الكتب والآلاف من المقالات حول النشاطات الإنتاجية والشخصية. وكانت المحصلة هذا الكتاب.

وفي كل مـرة أحصل فيها على فكرة حسنة، كنت أجربها على عملي وحياتي الشخصية. فإذا نجحت أدرجتها في خطاباتي وحلقات بحثي وعلمتها للآخرين.

كتب غاليليو مرة: «لا تستطيع أن تعلم شخصاً شيئاً لا يعرفه، بل تستطيع أن تحضر ما يعرفه إلى ذهنه فحسب».

وبالاعتماد على مستوى معلوماتك وخبرتك تبدو هذه الأفكار مألوفة. وهذا الكتاب يجعلها في أعلى مستوى من اليقظة. عندما تتعلم هذه الأساليب والطرائق وتطبقها مراراً إلى أن تصبح عادات فإنك ستغير بذلك مجرى حياتك بطريقة إيجابية جداً.

إنه لشيء رائع أن تكون على قيد الحياة. فليس هناك أكثر من الواجبات والفرص اللازم إنجازها من أهدافنا اليومية. وربما لم يحصل في تاريخ البشرية أن تكون أمام خيارات. في الحقيقة، هناك الكثير من الأشياء الجيدة نستطيع فعلها لدرجة أن مقدرتك ستقرر بينها ما يمكن أن تكون تصميماً عملياً لما تنجزه في الحياة. إذا كنت مثل الغالبية العظمى من الناس في وقتنا هذا، فأنت مقيد بعمل الكثير في وقت قصير. وعندما تكافح لتدارك ذلك تقف في وجهك مهام ومسؤوليات جديدة، مثل المد والجزر.

والشخص العادي الذي ينمي عادته بالبدء بالأولويات وإنجاز المهام الكثيرة بسرعة يمكن أن يتفوق على الشخص النابغة الذي يتكلم كثيراً ولديه خطط رائعة، لكنه لا ينفذ سوى القليل. ويقال على مر السنين بأنه إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو أكل ضفدعة حية، فإنك ستكون راضياً طوال اليوم لأنك تعرف أن هذا سيكون أسوأ شيء سيحدث لك طيلة النهار.

هذا واحد من أهم ما يدعى أسرار النجاح. وهو ما يطور فعلياً (إدماناً إيجابياً) للأندروفين والشعور بتعزيز الوضوح، والثقة، والمقدرة التي أثارها . وعندما تطور هذا (الإدمان) ودون تفكير على الأغلب، فإنك تبدأ بتنظيم حياتك بطريقة تجعلك تبدأ وتنهي باستمرار الكثير من الواجبات والمشاريع الهامة، لقد أصبحت مدمناً فعلاً وبطريقة إيجابية للنجاح والمشاركة.

هيئ الطاولة إبدأ بالأهم ولو كان صعباً

قبل أن تحدد «هدفك» وتباشره، عليك أن تقرر تماماً ما تريد إنجازه في كل مرحلة من حياتك. والوضوح هو أهم معتقد في الإنتاج الشخصي. والسبب الأول في أن بعض الناس ينجزون أعمالهم أسرع من غيرهم هو أنهم واضحون تماماً تجاه أهدافهم وأغراضهم ولا يحيدون عنها.

كلما كنا واضحين تجاه ما نريده وما علينا إنجازه، كان من الأسهل علينا أن نتغلب على المماطلة، ونأكل ضفدعتنا، ونمضي ؛ قدماً بإنهاء واجبنا.

والسبب الرئيس للمماطلة والافتقار إلى الحافز هو الغموض، والارتباك، والتشويش العقلي حيال ما تفعله وبأي نظام ولأي سبب.

وعليك أن تتحـاشي هذا الوضع الشائع بكل قوتك والعمل على التوضيح التام في كل ما تفعله، وهناك قانون رائع للنجاح: فكر على الورق فهناك 3٪ من البالغين فقط لديهم أهداف مكتوبة واضحة.

ينجز هؤلاء الناس أكـثـر بـخـمس أو عـشـر مـرات ممن يماثلونهم أو أفضل منهم من الناحية الثقافية والمقدرة لكل من – ولأي سبب كان - لم يكن لديهم وقت ليكتبوا تماماً ما يريدونه.

وهناك خطة عظيـمـة للبـدء بتنفـيـذ الأهداف التي يمكن أن نستخدمها باقي حياتنا. وتتألف من سبع خطوات بسيطة. وإذا اتبعت إحدى هذه الخطوات سيتضاعف إنتاجك أو سيزيد ثلاثة أضعاف إذا لم تكن تتبعها حالياً. والكثير ممن تخرجوا من برنامجي التدريبي تضاعف دخلهم آلياً في غضون بضع سنوات، أو في غضون بضعة أشهر، باتباع طريقة السبع الخطوات البسيطة.

  1. الخطوة الأولى: قرر ما تريده بدقة. قرر إما وحدك أو اجلس مع مديرك وناقش معه أهدافك ومشاريعك إلى أن يتضح لك تماماً ما تتوقعـه وما هي أولوياتك. ومن المدهـش أن هناك أعداداً كبيرة من الناس يعملون كثيراً، يوماً بعد يوم، مهمات قليلة الفائدة؛ لأنهم لم يجروا هذه المناقشة الدقيقة مع مدرائهم.
  2. الخطوة الثانية: اكتب هدفك. فكر على الورق. عندمـا تسـجل هدفك، فإنك تبلوره وتعطيـه شـكلاً ملـمـوسـاً، فأنت تبدع شيئاً يمكن لمسـه ورؤيته. ومن ناحية أخرى فإن الهدف أو المشـروع غير المكتـوب هـو مـجـرد رغبـة أو وهم باطل. لا طـاقـة تقف خلفـه. إن الأهداف غير المكتوبة تقود إلى التشويش، والغموض، والتشتت، وأخطاء عديدة.
  3. الخطوة الثالثة: ضع حداً زمنياً نهائياً لإنجاز هدفك، إن الهدف أو القرار من دون تحديد نهـاية لا أهميـة له. لا بدايـة حقيقية له ولا نهاية. ومن غير نهاية الأمد المحـددة بالمشاركة مع توظيف أو قبول مسؤوليات يجب إنهاؤها، فأنت ستماطل بشكل طبيعي وتنجز أقلها .
  4. الخطوة الرابعة: ضع قـائمـة لكل شـئ تفكر بفعله لتنجـز هدفك، عندما تفكر بنشاطات جديدة، حاول أن تضيفها إلى قائمتك. املأ قائمتك إلى أن تنتهي، فهي تعطيك صورة مرئية للمهمات والأهداف الأوسع. وهذ يعطيك دافعاً لملاحقتها. ويزيد وبصورة مثيرة الاهتمام من احتمال إنجاز هدفك كما حددتـه وبالموعد المطلوب.
  5. الخطوة الخامسة: نظم قـائـمـتك كخطة عمل. نظم قـائمـتك حـسـب الأولوية والتـتـابـع. وتمهل بضع دقائق لتـقـرر مـا تحـتاج فعله أولاً وما ستفعله فيما بعد. وقرر ما الذي يجب فعله قبل غيره وما الذي تحتاج إلى فعله بعد ذلك. ومن الأفضل أن تنظم وتخطط بشكل مرئي (مكتوب)، على شكل سلسلة من الإطارات والدوائر مـرسـومـه على الورق وسـوف تدهش من سـهـولة إنجـاز هدفك عنـدمـا تقـسـمـه إلى مهام منفردة. وبهـدف مكتـوب وخطة منظمة للعمل سـوف تصبح أكثر إنتاجاً وفعالية من أي شخص يحتفظ بأهدافه في ذهنه.
  6. الخطوة السادسة: نفذ خطتك على الفور: افعل شيئاً ما. افعل أي شيء، إن خطة تنفذ بنشاط هي أفضل بكثير من خطة لامعة لا تنفذ. وعندمـا تنـجـز أي نوع من النجـاح، فإن التنفيـذ هو كل شيء.
  7. الخطوة السابعة: وطد العزم لفعل شيء ما كل يوم بمفرده باتجاه هدفك الرئيس، وسجل نشاطك في مفكرتك اليومية، اقرأ عدداً محدداً من الصفحات في مفتاح عملك. استدع عدداً محدداً من . التوقعات أو الزبائن. انخرط لفترة محددة بنشاط جسدي. وتعلم بعض الكلمات الجديدة باللغة الأجنبية. لا تضيع نهارك، اندفع للأمام باستمرار، وعندما تبدأ بالحركة استمر بها، ولا تتوقف. هذا القرار، وهذه العزيمة وحدها يمكن أن تجعلك واحداً من أكثر الأشخاص نجاحاً وإنتاجاً من جيلك.

محمد الصادق عثمان
بواسطة : محمد الصادق عثمان
محمد الصادق محمد عثمان طالب جامعي في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -