أخر الاخبار

فن التفكير الواضح

فن التفكير الواضح PDF

52 خطأ في التفكير يجب عليك تجنبها

فن التفكير الواضح هو كتاب رائع و أكثر من رائع يقود أفكاركم السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية و كيفية تجنب الوقوع في مشاكل و الخروج منها بسلاسة.

بدأ كل شيء ذات مساء في خريف عام ٢٠٠٤. سافرت إلى ميونخ بدعوة من الناشر هوبرت بوردا، من أجل أن أشارك فيما يسمى «تبادل عفوي للخبرات مع المفكرين». لم أعتبر نفسي من قبل قط واحدا من «المفكرين». (لقد درستُ إدارة الأعمال وصرت صاحب شركة؛ أي إنني على العكس من أي مفكر)، غير أني كنتُ قد نشرت روايتين، ويبدو أن ذلك كان كافيًا لاعتباري أحد المفكرين.

على المائدة جلس نسيم نيكولاس طالب، وقد كان وقتها تاجرًا غامضا في وول ستريت، ذا تعلق بالفلسفة، وقد قدمت إليه باعتباري عارفا بالتنوير الإنجليزي والاسكتلندي؛ خصوصا ديفيد هيوم. كان من الواضح أن الأمر اختلط عليهم، وأنهم يعنون شخصا آخر. لم أقل شيئا وابتسمتُ بلا ثقة في جماعة الجالسين، وتركتُ الصمت المخيم يدلّل على معارفي الواسعة بالفلسفة. وعلى الفور سحب طالب كرسيا فارغا إلى جواره وطلب مني مربتا على المقعد أن أتخذ مكانا بجواره، ولحسن الحظ انسحب الحديث بعد عدة جمل قليلة من هيوم إلى وول ستريت؛ أي المجال الذي على الأقل أستطيع أن أتابع فيه الحوار. استمتعنا بالحديث حول الأخطاء المنهجية التي يرتكبها الرؤساء التنفيذيون دون أن نستثني أنفسنا. تحدثنا حول حقيقة أن كثيرا من الأحداث غيرا غير المتوقعة سيبدو مرجحًا أكثر للوقوع لو أننا ألقينا عليه نظرة في وقت لاحق. وتضاحكنا حول المستثمرين الذين لا يستطيعون فكاكا من أسهمهم، حتى بعد أن يقل سعر السهم عن سعر شرائه.

معلومات الكتاب هي عبارة عن كنز ثري بالنسبة للجميع و ننصح الجميع في قراءته بالتسلسل و بكل تمعّن و لا تتجاهلوا أي صفحة منه لأن كل صفحه تعتبَر مشوِّقه أكثر من لآحقتها و سابقتها.

إن هذا الكتاب لهُ مُتعة بلا ندم معاصر ذو تأصيل علمي و مكتوب بألمعية كلاوديو فيزر و هو الرئيس التنفيذي لماكنزي سويسرا.

هذا الكتاب هو سلاح ضد التصرفات السطحية, من حسن الطالع أن يوجد مثل هذا الكتاب.

انحياز السفينة الناجية

أينما نقل ريتو بصره وقعت عيناه على نجوم الروك، سواء أكانوا على شاشات التليفزيون، أم على صفحات المعجبين على الإنترنت، أم كانوا متصدري عناوين المجلات في برامج الحفلات. أما أغنياتهم فلا يمكن تجاهلها؛ إذ يطغى صوتها في مراكز التسوق، كما تصدح

على قائمة التشغيل في جهازك الذكي، وتدق آذانك في صالة اللياقة البدنية. نجوم الروك في كل مكان، إنهم كثيرون، كما أنهم ناجحون. يؤسّس ريتو فرقة موسيقية مدفوعا لتقليد عدد لا نهائي من أبطال العزف على الجيتار؛ فهل ينجح؟ إنّ احتمالية ذلك لا تزيد قيد أنملة فوق الصفر. ومثل كثيرين غيره، قد تنتهي به الحال راقدا في مقبرة الموسيقيين الفاشلين. إن هذه المقبرة لتضم عددا يزيد بعشرة آلاف ضعف عن عدد الموسيقيين الذين يظهرون على خشبة المسرح، لكن ليس ثمة صحفي يهتم بالفاشلين، باستثناء النجوم الذين سقطوا. إن هذا هو ما يجعل المقبرة غير مرئية لمن يقف خارج المجال.

إن «انحياز السفينة الناجية» سيمسك بك أخيرا فيما يتعلق بموضوع المال. لنقل إن صديقا يؤسّس شركة صغيرة، وأنت تنتمي إلى دائرة المستثمرين المحتملين، إنك تتشمّم الفرصة؛ لعل هذه الشركة الصغيرة تُعيد قصة نجاح شركة مايكروسوفت. ربما يحالفك الحظ، لكن كيف يبدو الأمر في الواقع؟ أكثر السيناريوهات ترجيحا يقضي بأن الشركة لن تخرج من عثرات البداية، أما السيناريو الذي يليه فيقول إن الشركة ستعلن إفلاسها بعد ثلاث سنوات. إن الشركات التي تستمر في البقاء بعد السنوات الثلاث الأولى ينكمش معظمها إلى شركات صغيرة ومتوسطة تضم أقل من عشرة موظفين. الخلاصة: لقد أعمى بصرك الوجود الإعلامي للشركات الناجحة. هل معنى ذلك ألا تقدم على أي مخاطرة؟ كلا، ولكن ليكن عندك الوعي أن الشيطان الصغير المسمى «انحياز السفينة الناجية» يشوه الاحتمالات مثلما يفعل الزجاج المصنفر.

لنأخذ مؤشر داو جونز مثلًا؛ فهو يتكون من الشركات الناجية فقط. فمؤشر الأسهم لا يمثل الشركات التي أخفقت ولا الشركات التي ظلت صغيرة؛ أي إنه لا يمثل الأغلبية. إن مؤشر الأسهم لا يمثل اقتصاد البلد، مثلما أن ما ينشر في الصحافة لا يخبر عن مجموع الموسيقيين. كما أن الكميات الهائلة لكتب النجاح ومدربي النجاح من شأنها أن تدفعك للريبة؛ فالفاشلون لا يؤلفون كتبا ولا يلقون محاضرات حول فشلهم.

وهم جسد السباح

حين قرر نسیم طالب، كاتب المقالات والمتاجر في البورصة، أن يتخذ إجراء بشأن كيلوجرامات جسده العنيدة، بحث في مختلف أنواع الرياضات. بدا له أن العدائين يعانون من الجفاف وغير سعداء، ولاعبو كمال الأجسام ظهروا عريضين ويميلون للسذاجة، أما لاعبو التنس، فآه منهم، طبقة وسطى مترفعة! لكن السباحين أثاروا إعجابه؛ إذ كانوا يتمتعون بتلك الأجساد ذات البنية القوية الأنيقة. وهكذا حسم أمره وقرر أن ينزل إلى ماء المسبح المحلي المضاف إليه الكلور، وأن يتدرب بجدية عالية يومين في الأسبوع. وقد استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يلاحظ أنه كان أسيرا للوهم؛ فالسباحون المحترفون لا يمتلكون هذا الجسد المثالي لأنهم يكثرون من التمرين، بل إن الأمر معكوس: إنهم سباحون مهرة لأنهم يمتلكون جسدا له تلك البنية الجيدة. إن بنية جسدهم ما هي إلا معیار اختيارهم، وليست نتيجة نشاطهم.

إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بالجسد المثير. هارفارد تتمتع بسمعة أنها جامعة من جامعات القمة، فكثير من الناجحين نجاحات ملحوظة درسوا في هارفارد؛ فهل يعني هذا أن هارفارد جامعة جيدة؟ لا نعرف هذا. ربما تكون مزرية، لكنها تستقطب أفضل الطلاب في العالم أجمع. وهكذا أيضا عرفت جامعة سانت جالين؛ سمعتها ممتازة، إلا أن المحاضرات (قبل عشرين عاما) كانت متوسطة القيمة. ولأسباب ما أيا كانت – اختيار جيد للدارسين، المناخ في الوادي الضيق، ربما الطعام المقدم في الكنتين؟ – فقد نجح خريجوها على الرغم من كل شيء.

يعنيهم هذا الأمر. والفارق في مستوى الدخل الذي يحدث فيما بعد يمكن أن تعزوه لألف آخر غير الدرجة العلمية. ها هنا مرة أخرى مثال على «وهم جسد السباح»؛ إذ يحل معيار الاختيار محل النتيجة. حين تفكر أن تواصل دراساتك العليا، من فضلك حاول أن تجد أسبابا أخرى خلاف توقع ارتفاع الدخل.

تأثير الثقة الزائدة

لم تكن الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية معروفة بعفتها؛ فكثيرا ما تقلب العشاق في فراشها. كم بلغ عددهم؟ هذا ما سأكشفه لكم في الفصل التالي، أما الآن فالموضوع يتعلق

أولا بأمر آخر: ما قدر الثقة التي ينبغي أن توليها لعلمنا؟ وفي هذا الصدد خذ هذا الواجب: «حدث تقديرك لعدد عشاق الإمبراطورة بحيث تكون مدى إجابتك في 98٪ من الأحوال صحيحة، و٢٪ فقط خاطئة.» وهذا يعني أن هذا المدى قد يكون على سبيل المثال ۲۰ و۷۰، بمعنى أنك تقدر أن كاترين كان لها ما لا يقل عن ٢٠ عشيقا، ولا يزيد عن 70. نسیم طالب، الذي أعطاني هذا الواجب تحديدا ذات مرة، سأل مئات الناس على هذا النحو؛ مرة سألهم عن طول نهر المسيسيبي، ومرة عن استهلاك الكيروسين في طائرة إيرباص، ومرة عن عدد سكان بوروندي. وترك لهم حرية اختيار المدى، على النحو السالف . الذكر، بحيث يكونون مخطئين في ٢٪ فقط من الحالات. وكانت النتيجة مدهشة؛ فبدلًا من ٢٪، أخفق 40٪ في تقدير المدى الصحيح. وقد أطلق الباحثان مارك ألبرت وهوارد رايفا على هذه الظاهرة المدهشة – وهما أول من صادفها – اسم الثقة الزائدة.

الخلاصة: تشكل في توقعات كل المتنبئين، خصوصا لو أنت ممن يسمون الخبراء. وانطلق في كل خططك من أكثر السيناريوهات تشاؤما؛ فبهذا تكون فرصتك حقيقية في أن تقيم الموقف على نحو واقعي.

محتويات كتابفن التفكير الواضح

  1. ثناء على الكتاب.
  2. شكر و تقدير.
  3. مقدمة.
  4. إنحياز السفينة الناجية.
  5. وهم جسد السبّاح.
  6. تأثير الثقة الزائدة.
  7. العقل الجمعي.
  8. مغالطة التكلفة الغارقة.
  9. التبادلية.
  10. الإنحياز التاكيدي.
  11. إنحياز المرجعية.
  12. تأثير التباين.
  13. الإنحياز المعرفي.
  14. فخ, ستزداد الأمور سوءً قبل أن تبدأ في التحسن.
  15. إنحياز الحكاية.
  16. خطأ النظرة الإسترجاعية.
  17. السائق العليم.
  18. وهم السيطرة.
  19. الإستجابة السريعة المحفّزة.
  20. الإرتداد إلى المتوسط.
  21. مأساة المشاع.
  22. إنحياز النتيجة.
  23. مفارقة الإختيار.
  24. إنحياز الإعجاب.
  25. تأثير الملكية.
  26. المعجزة.
  27. التفكير الجماعي.
  28. إهمال الإحتمالية.
  29. إنحياز المخاطر الصفرية.
  30. خطأ الندرة.
  31. إهمال المعدل الأساسي.
  32. مغالطة المقامر.
  33. المرساة.
  34. الحث.
  35. النفور من الخسارة.
  36. التكاسل الإجتماعي.
  37. النمو الأسي.
  38. لعنة الرابح.
  39. خطأ الإسناد الأساسي.
  40. السبية المضللة.
  41. تأثير الهالة.
  42. الطرق البديلة.
  43. وهم التنبؤ.
  44. مغالطة الربط.
  45. الصياغة.
  46. إنحياز الفعل.
  47. إنحياز الإغفال.
  48. إنحياز المصلحة الذاتية.
  49. طاحونة المتعة.
  50. إنحياز الإختيار الذاتي.
  51. إنحياز التداعي.
  52. حظ المبتدئين.
  53. التنافر المعرفي.
  54. الإشباع الفوري.
محمد الصادق عثمان
بواسطة : محمد الصادق عثمان
محمد الصادق محمد عثمان طالب جامعي في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -