أخر الاخبار

قصة عرس النار للكاتب عبد الرحمن العوسجي

كتاب قصة عرس النار للكاتب عبد الرحمن العوسجي PDF

قصة عرس النار

عرس النار قصة إجتماعية تدور أحداثها في شمال شرق سورية, المرحلة أوسط الثمانينات من القرن الماضي, أشخاصها يتنقلون بين الريف و البرية المجاورة يعملون في الزراعة و تربية المواشي.

القصة ترصد طبيعية المنطقة و العلاقات الإجتماعية و الحالات الوجدانية فيها.

إستيقظ على حركة و أصوات بجانب خيمته، وسّع الشاب (جواد عبد الرزاق العباس) شق خيمته بإصبعه و الصق وجهه بقماش الخيمة و دفع عينه بداخل الشق.

رجل و إمرأة بجانب الخيمة, تضحك المرأة و الرجل يهمهم كبغل منشغل بأكل كومة قش.

- لا تقترب إلى ما تحت الثياب ... لا لن أسمح لك.

- أحبك أيتها المجنونة ... أيعقل أن تحرمي حبيبك مما يجعله سعيداً؟

- لا حبيبي .. كل شيء له حدود ... سوف تحصل على ما ترغب به فقط حين نكون على فراش الزوجية.

هكذا كانا يتحاوران مع كلمات أخرى أكثر جرأة.

رباه إنها (مزنة) .. و لكن من هذا الرجل الذي معها؟

إستمر هذا العراك والدلع بعض الوقت ثم غادرا.

جافي النوم عيني جواد و جلس يتفكر بما شاهد و بأشياء كثيرة.

اليوم الخامس له في البرية قرر أن يدرس الجامعة دون دوام و يعمل راعياً عند بيت العواكشة.

إرتحل معهم إلى البرية نهاية شتاء ( 1983) فالحاج عبد الجبار العكش تربطه معرفة قديمة مع عائلته و قد التقت الوالدة به ببازار المواشي و سألته إن كان يريد راعياً للأغنام.

قرر جواد العباس أن يعمل راعياً ريثما يتخرج من الجامعة, يحمل الكتب معه و يقرأ بها و هو في المرعى.

هو تعرَّف على (مزنة) منذ خمسة أيام فقط, هي فتاة قوية إقتربت من الثلاثين من عمرها, و هي المدير العام لبيت الحاج عبد الجبار العكش.

إنها فعلا قوية, بالأمس شاهدها و هي تحمل كيساً كبيراً من القمح و تنزله من فوق الشاحنة دون أن يظهر عليها أي مظهر من مظاهر التعب.

من يشاهدها في النهار لا يُمكِن له أن يتوقع أنها هي من تضحك بغنج بحضن رجل غريب عنها.

الآن هذه الخيمة مخصصة للراعي, لا بُد أن العديد من الرعاة قد عاشوا بها قبل مجيئ جواد.

بنوها بعيدة قليلاً عن بيتهم قريبة من مكان مرابض المواشي, عائلة عبد الجبار العكش عائلة كبيرة ففيها من الأولاد الذكور ستة و من الإناث أربع.

راكان الإبن الأكبر و هو متزوج و عنده أولاد ثم عايد و هو أيضاً متزوج ثم مزنة بعدها روضة هي أيضا متزوجة و كذلك فوزية هي الأخرى متزوجة, خالد و رضوان و عبد المنعم و علي و ريمة ليسوا متزوجين وهم متقاربون في العمر يصعب على الناظر إليهم التميز بين الأكبر و الأصغر منهم.

إلحاج عبد الجبار رجل ذكي نظراته مؤثرة حريص لحد البخل يحب المال و مع هذا تجده لا يتأخر عن فعل الخير, فهو مُتدين و مواظب على العبادة كما أنه يزكي أمواله.

متعلق بمزنة لحد كبير و يفضلها حتى على أولاده الذكور, زوجته الحاجة فاطمة و الملقبة ( أم راكان ) تتشابه مع إبنتها مزنة فالأخيرة نسخة طبق الأصل عن أمها إلا أن أم راكان أكثر هدوء و قل ما تتدخل في الأعمال.

هي تفضل المراقبة و التدخل فقد عند الخلل, إمرأة مهيبة و ذات حضور متدينة مثل زوجها .

من الواضح أن أبا راكان يحبها و متعلق بها, لا يذهب لمكان إلا و كانت له رفيقة, هي أول من يستيقظ في البيت, توقظ جوادا ثم عليا, علي أيضا يعمل راعياً لأغنام أهله.

قاد جواد قطيعه متجهاً شرقا, أمّا علي فتوجه إلى الجنوب و مازال جواد حديثاً على المكان و كل يوم يكتشف شيئاً جديدا فيه.

اليوم إعتلى و مواشيه تلة مرتفعة أشرقت الشمس الآن منظر لأول مرة يراه أكثر من عشرين بيتاً في المنطقة تتباعد عن بعضها مئات الأمتار و تتشابه جميعها في المظهر و كل واحد منها تقف أمامه سيارة كبيرة و جرار و خزان مياه.

الربيع يفور بخضرته, سجادة مزركشة بالزهور الملونة بيضاء و صفراء و حمراء الربيع جميل في البرية هناك في شمال سورية البيوت الموجودة مصنوعة من شعر الماعز و أكياس الخيش و أقمشة أخرى.

هي معدة للتنقل و الرحيل و كل عائلة من هؤلاء تملك بيوتاً أخرى في القرى و المدن و العائلات في أكثر الأحيان منقسمة لقسمين قسم يبقى في القرى و قسم يتنقل بحثاً عن المراعي.

فمثلاً (راكان ) و هو الإبن البكر للحاج عبد الجبار و يسكُن و أسرته المدينة و معه رضوان الذي يدرس في معهد إعداد المعلمين و ريمة في الثالث الثانوي أما بقية الأسرة فهي الآن في البرية.

معلومات عن كاتب قصة عرس النار

- الإسم : عبد الرحمن العوسجي.

- كاتب و فنان تشكيلي.

- ولد في قرية عوسج كبير التابعة لمنطقة منبج 1972.

- درس الإبتدائية بمدرستها, درس الإعدادي و الثانوي في ثانوية منبج, دخل كلية التربية في حلب و درس فيها سنتين فقط و ترك الدراسة نتيجة الظروف المادية.

محمد الصادق عثمان
بواسطة : محمد الصادق عثمان
محمد الصادق محمد عثمان طالب جامعي في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -