أخر الاخبار

الحرب المضللة حرب إسرائيل في لبنان

الحرب المضللة حرب إسرائيل في لبنان

حرب إسرائيل المضللة في لبنان

الحرب في لبنان لم تنته بعد وما من أحد يستطيع أن يعرف وبالتأكيد متى وكيف ستنتهي هذه الحرب التي بدأت كحرب سلامة الجليل. وتقرر أن تنتهي خلال يومين أو ثلاثة أيام فقط, هذا ليس تلخيصاً للحرب وإنما الثمرة لمحاولة التشييد من جديد من خلال الحرب لبدايتها وتطورها حتى الانسحاب الأول.

للأسف لم يحر الكتاب (لأسباب الرقابة) جميع التفاصيل التي جمعت قبل الحرب وبعدها بسنة وما من شك بأن ما أزيل من الكتاب. لم يؤثر على صيغته النهائية ولا على مضمونه، ومع ذلك سيتضح للقارىء بأن الأسماء التي وردت في الكتاب. وكان لها الدور الكبير في الأحداث خلال الحرب لم تذكر بأسمائها الحقيقية, ولربما يات يوم نستطيع كشف النقاب عنها.

حظينا بمساعدة تامة من قبل جيش الدفاع الاسرائيلي وجهاز الأمن ولولا هذه المساعدة لما توسع هذا الكتاب إلى هذا الحد.

وكذلك لا بد من ذكر عشرات الضباط والصحافيين الذين أبدوا استعداداً لمساعدتنا و امدادنا بالمعلومات التي كانت تنقصنا حتى. يكون بمقدورنا حل هذا اللغز الذي يدعى «حرب سلامة الجليل ».

وحظينا بالمساعدة من قبل رجال الحكم الأميركي وضباط من الكتائب وفوجئنا بإبداء استعداد زعماء لبنانيين آخرين برغبتهم في مساعدتنا. على جمع المواد حول هذه الحرب, وقد ضمن الكتاب الكثير من الوثائق والحقائق ومنها وثائق سرية من داخل المنظمة الفلسطينية.

اعلان الحرب في لبنان

في التاسعة والنصف بالضبط دخل مناحيم بيغن إلى قاعة الاجتماعات يتكيء على عكازه وعيناه تحدقان بأرض القاعة. وكان الغضب واضحاً ولكنه حاول كتم غيظه وبصعوبة.

وقد حوت الجلسة الوزراء ( ما عدا آرييل شارون الذي كان في مهمة سرية في إحدى دول أوروبا ) وضباط جيش ورجال الاستخبارات وجهاز الأمن.

بالرغم من عدم حضور شارون لهذه الجلسة فقد خيمت روحه على جو الغرفة كيف لا, وهو الذي خطط للحرب واقنع الجميع بضرورتها ولكن بيغن لم ينتظره فقد كانت رغبته في هذه الحرب لا تقل عن رغبة شارون.

بدأت الجلسة و دوى صوت مناحيم بيغن في الغرفة: « لا لن نسكت ولن نسمح بأن يطلقوا النار على أي سفير إسرائيلي! لأن ذلك يعني إطلاق النار على دولة إسرائيل، وعلى ذلك لن نسكت وسنرد » !.

ولم يكن بين الحاضرين من يعارض بيغن وكانت كلمته « سنرد » بمثابة قرار الحكومة الإسرائيلية الخروج للحرب.

وفي الواقع فقد تقررت الحرب قبل هذه الجلسة عندما وصلت التقارير عن إصابة سفير إسرائيل السيد أرغوف. فقد اتصل بيغن بقائد الأركان ( ولم يخف ذلك عن بقية الوزراء ) وطلب منه مهاجمة مواقع المنظمة الفلسطينية.

أما رفائيل ايتان فقد كانت ينتظر دوره لإعطاء التقرير حول هجوم سلاح الجو الاسرائيلي للمواقع الفلسطينية، ولكن ذلك ليس قبل أن يقوم. رئيس شعبة الأمن العام المسؤولة عن أمن السفارات والسفراء الإسرائيليين خارج البلاد بإعطاء تقرير ملخص عما حدث في لندن.

وقد جاء في التقرير أن أحد أفراد المنظمات التخريبية تربص لآرغوب عند خروجه من فندق « دورشستر » عند الساعة الثانية عشرة وأطلق النار عليه. وقد تدخلت السكوتلاند يارد وألقت القبض عليه وتفحص الأمن هويته ومن يقف من وراء محاولته هذه' وأضاف رئيس شعبة الأمن العام بأننا نعتقد أن منظمة « أبو نضال » هي التي تقف وراء هذه العملية وهي المسؤولة عنها.

وبعد أربعة أيام بانت الحقيقة عندما ألقي القبض على ثلاثة أصدقاء للمخرب الذي ألقي القبض عليه عندما قام بمحاولته. وتبين في التحقيق أن رئيس الخلية كان مواطناً أردني الجنسية يدعى « مروان حسن البنا » وهو ابن عم « أبو نضال » والذي اسمه. الكامل صبري البنا, وظهر أيضاً في التحقيق أنهم تلقوا الأمر باغتيال السفير من بغداد أما السلاح فقد حصلوا عليه من الملحقين العسكريين في السفارة العراقية.

شهر نیسان 1982 وتأثيره على الحرب في لبنان

في هذا الشهر زار المنطقة « الكساندر هيغ » سكرتير الحكومة الأميركية واندلعت نيران الحرب في مدينة زحلة بين الجيش السوري والكتائب.

هاجم هيغ في محادثاته السوريين حلفاء روسيا وأعلن أنه يجب ايجاد الحلول لإيقافها. بهذا الإعلان اقتنع رجال الحكم في إسرائيل أن أميركا ترمز إلى استعمال القوة ضد سوريا.

أثرت المحادثات مع هيغ على الوضع وابدي بيغن مخاوفه وقلقه من دخول السلاح النووي إلى الشرق الأوسط وظهر أن هيغ وأميركا يمهدان لضرب الجيش السوري.

وصرَّح بشير الجميل إن التغيير موجود في أميركا ولكن الوضع لم يتحسن, ساد سماء لبنان جو من الإحساس بالحرب. وحاولت سورية أن تنفذ خطة للمصالحة الوطنية والتي كانت تهدف إلى بناء حكومة لبنانية تدار حسب الأوامر. التي تصدر من دمشق وتضعف من قوة الطائفة المسيحية عملاء إسرائيل.

مع موعد اقتراب الإنتخابات لرئاسة الجمهورية بدأت سورية بالعمل على انتخاب سليمان فرنجية عدو الكتائب اللدود ووعدت بالانسحاب من منطقة بيروت إلى البقاع إذا تم ذلك. أما ضباط الكتائب فقد حاولوا اقناع إسرائيل مهاجمة الجيش السوري ومواقع المنظمة، ولكن إسرائيل رفضت ذلك ووعدهم بيغن بأنه لن يتخلى عنهم أبداً وسيمد لهم يد العون.

العهد التاريخ 12 آذار 1976 حرب إسرائيل في لبنان

 في إحدى دوريات السفن الحربية الإسرائيلية صعد رجل يرفع يديه عالياً ومعه إثنان من مرافقيه بعد أن أشار إلى السفينة. بالإقتراب بضوء خافت وعرف نفسه أنا من قواد الكتائب أطلب منكم نقلي إلى إسرائيل لأني أحمل رسالة مهمة. أما مرافقاه فكان أحدها من قوة « النمور » والثاني من القوة المعروفة « بالتنظيم ».

و كانت هذه المرة الأولى التي تطأ أقدام القواد المسيحيين في لبنان إسرائيل, ومن هنا وصاعداً ستتخذ هذه العلاقات الطابع السياسي العلني. ولم تعد تقتصر على السرية وحال وصولهم بدأ القائد الكتائبي بشرح التشابه للوجود بين اليهود والموارنة والعدو المشترك وعن النتائج التي ستنتج من هذا العهد إذا تجسد.

علم زعماء الكتائب أن المسيحيين يشترون السلاح من إسرائيل عن طريق ميناء لارنكا في قبرص في حين كانت الامدادات تصل المنظمة من ميناء لياصول.

وقد حاول الزعماء المسيحيون لإخفاء هذه الحقيقة وابقاءها سرية, وفي آذار 1976 تغير الوضع إذ وجدت القمة المسيحية أنها تقف في حالة صعبة.

وظهر الخوف بين صفوف الطائفة المارونية وشعروا بالخطر المحدق عليهم. الرئيس فرنجية ترك مقره وبدأت القوات الوطنية المشتركة من الفلسطينيين والدروز والهاربين من الجيش بتهديد « قلعة الجبل » المارونية.

أما زحلة زنبقة البقاع فقد طوقت بيروت قسمت إلى قسمين وهرب المسيحيون من طرابلس وتمت مذابح رهيبة في القرى المسيحية البعيدة.

وصلت إلى لبنان بعثة من الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة وحاولت الوساطة من أجل الصلح والتعايش السلمي ولكنهم لم يتدخلوا وقال السفير الأميركي أنه في عام 1860 أوجدوا حلاً للمشكلة المسيحية بنقلهم إلى الجزائر.

الضوء الأخضر حرب إسرائيل في لبنان

 ظهر من بروتوكول الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية قبل الحرب، أن إسرائيل لم تهتم برد الفعل الأميركي للعملية التي ستبدأ في الغد.

بالرغم من وجوب التناسق مع أميركا لهذه العملية نظراً لإحتمال الإحتدام بالسوريين وتدخل الاتحاد السوفياتي لصالح سوريا. الأمر الذي سيشكل خطراً على إسرائيل إذا لم تسندها أميركا.

دخل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى واعتبرت روسيا ذلك أمراً روتينياً تعودت عليه إسرائيل بين حين وآخر، ولكن روسيا فوجئت من الهجوم الإسرائيلي ولم تشاهد في البحر سفنها الحربية.

وتباطأت في الرد وبدأت بتعزيز اسطولها في البحر المتوسط لكن الاستخبارات الإميركية كانت يقظة للتحركات العسكرية الإسرائيلية. وكان من المقرر أن تزور حاملة الطائرات كندي وبعض السفن الحربية الأميركية ميناء حيفا، فلم تؤجل الزيارة وتابعت تقدمها إلى الشرق الأوسط وراقبت الحوادث عن بعد 50 ميلاً.

الإسراع إلى الجبهة حرب إسرائيل في لبنان

في آب 1981 تسلم شارون منصبه الجديد كوزير دفاع في حكومة بيغن الثانية. منذ اللحظة الأولى حاول شارون بناء خطة لمهاجمة لبنان وظهر ذلك في خطاباته وجلساته. وبدأت قمة وزارة الدفاع وقيادة جيش الدفاع ملاءمة نفسها لمطالب شارون لأنهم. علموا أن الحرب قريبة وما من أحد بمقدوره المعارضة والأفضل الاشتراك في التخطيط حتى يبقوا داخل الصورة!.

عارض شارون بمخططاته ضابطان أحدها يدعى « ناتي شاروني » الذي كان رئيس قيادته في القيادة الجنوبية ويشغل اليوم منصب قائد شعبة التخطيط. والثاني « يهوشو شعي » رئيس شعبة الاستخبارات.

بقي شعي لوحده في المعارضة بعد أن استقال شاروني من منصبه بسبب عدم ارتياحه لطرق شارون کما ذکر لبيغن، وسرعان ما خف صوته ولم يبق لشارون معارضة تذكر في جلسات الحكومة.

تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -