أخر الاخبار

رواية ولنا في الحلال لقاء

ولنا في الحلال لقاء

ولنا في الحلال لقاء

أعلم أن نسمات الهواء تحمل لكي كلماتي وأن قلبي يكتم آهاتي و آلآمي طال البعاد ولكن الموعد آت لتكوني فيه حوريتي وحلالي. أما لاولادي وبية لأجيالي فإصبري ياملاكي ورابطي على قبلك من الآهات حتي يجمع. الله بين الشتات لنكون تحت رضا ربنا الرحمن المنان عندها سآخذك إلى مدينة أحلامي بعد أن تكوني حلالي لأملئ قلبك بكل أماي. وتكوني أماً لأولادي فيا حوريتي إصبري وصابري فالموعد قريب كما وعدني ربي وهو علي جمعهم إذ يشاء قدير.

 يستيقظ من نومه متأخراً متثاقلاً ضاعت منه صلاة الفجر كان بالأمس ساهراً على إحدى المقاهي وقته ضاع ما بين غيبة ونميمة وفحش من القول. لا تراه مبتسماً إلا قليلاً كثير العبوس دائم الغضب يفرح عندما يشاهد أغنية أو فيديو كليب ولا تتحرك مشاعرهو يضيع منه الصلوات المفروضة. يترك السنن الرواتب وقراءة القرءان الكريم ولا يحفظ شيئاً من أحاديث النبي رغم أنه يحفظ الكثير من الأغاني وأسماء المشاهير.

عندما تتأمل معاملته مع الناس تجده سيئ الخلق، الكثير من الناس يشتكون منه، أمه وأبوه وأخته يشتكون منه بسبب أخلاقه في البيت، المسجد يشتكي من عدم دخوله فيه.

 والمصحف والآيآت تشتكي من هجره يذكر هو آخر مرة أمسك بها المصحف كان في رمضان الماضي حياته بين لعب ولهو.

إذا سألته عن أسماء العشرة المبشرين بالجنة فسيقول لك لا أدرى، إذا سألته عن غزاوات النبی يتعجب منك وكأنك تكلمه بلغة غير عربية، قلبه مليئ بالحقد والحسد والكراهية لكثير من أهل الإيمان والصلاح.

بداية جديدة

من الجميل أن تجد من يستمع إليك، يهون عليك، يواسيك، والأجمل أن يكون ذاك هو الأخ أو الأخت، وعندما تشتاق إلى أن تتحدث معه تجده يلبي نداءك دون أي تردد.

-م ين بيخبط؟ قالها يوسف بنبرة يعتليها الغضب.

- أنا سديم.

- في حاجة؟

- محتاجة أتكلم معاك.

تدخل سديم الغرفة وترى يوسف قد اشتاط غضباً من حديث والده.

- مالك يايوسف؟

- يعني مش عارفة مالي .... كلام بابا وكل مرة يحرق فيها دمي.

اقتربت منه قليلا وربتت بيدها على كتفه وقالت :

- علشان ياحبيبي هو بيحبك وخايف عليك.. . وبعدين يا يوسف إنت زودتها شوية و .....

لم تكمل جملتها ليقاطعها يوسف لينهال عليها بكلماته الحادة مثل السيف.

- إنتي إزاي تتكلمي معايا كدا .... إنتي نسيتي نفسك إني أنا الكبير ولا إيه...والله عال، الصغيرين بقوا يتكلموا .... امشي روحي على أوضتك مش عايز أشوفك.

المصير

قد تكون لحظات قليلة تفصلك عن عالمك المنتظر ..... لحظات وترى نتيجة عملك في تلك الدنيا الفانية.

لايغرنك حلم الله ولا يغرنك إمهاله لك فقد يعطيك الفرصة مرة واثنتين ولكن نفسك تدعوك للعصيان فألجم شيطان نفسك حتى تنجو بها إلى الجنة.

يرن هاتف المنزل وترد الأم على المتصل لتسقط مغشياً عليها ....تسرع سديم إلى والدتها لتمسك بسماعة الهاتف وتتلقى خبر أخيها بأنه في المشفى في حالة حرجة ... تتصل سديم بوالدها لتخبره بما حدث لأخيها.

يصل والد يوسف كالمجنون إلى المشفى لا يدري كيف وصل بهذه السرعة إلى هناك ولكن كل ما يشغل باله هو الإطمئنان على ابنه الوحيد.

يسأل عليه في قسم الاستقبال ليخبروه أنه الآن داخل العناية المركزة فحالته حرجة لا تسمح بالإنتظار.

يسأل الطبيب المسؤول ويطلب منه أن يشرح حالة ابنه يتفاجئ والد يوسف من كلام الطبيب كيف لإبنه أن ينجو من ذلك الحادث ولكن هذا مراد الله أراد له النجاة لعله يتعظ.

يخبر الطبيب والد يوسف بوفاة الفتاة التي كانت معه . . يبكي رغما عنه على ما وصل إليه ابنه.

يحدث نفسه قائلاً .. كيف لو كان ابني الذي مات بدلاً منها وما مصيره؟

فاللهم إهد ابني ورد إليه رشده.

دموع في القلب

ما أصعب البكاء بلا دموع !.. وما أصعب الآلام دون صرخات تنفس عنها! .. والأصعب قلب ينزف من لا شيء.

يستيقظ يوسف من نومه ليتحدث إلى إسلام ويخبره عما حدث ... انفعل إسلام بشدة من حديث يوسف وقال :

- إنت مش وعدتني ووعدت نفسك إنك هتبعد عن الطريق ده ... سيبت هايدي وشوفت بنت تاني.

ظل إسلام يعنف في صديقه لخوفه عليه أن يتمادى في عصيانه الله و دائماً يذكره بأنه لا يجوز أن يصاحب الفتيات .... ولكن يوسف لا يعرف كيف يرد عليه فإكتفي قائلاً:

- يعني أنا جاي أقولك ساعدني تعمل معايا كدا؟

- ماهو عشان أنا بحبك بعمل معاك كدا ... يوسف أنا لو مش بحبك كنت وافقتك على اللي إنت بتعمله.

ثم أخذ يوسف يحث إسلام على العفة وفضل من يتحلى بها ويعف قلبه لله، ثم ذكر له قصة صديقه محمد الذي عف قلبه. ونفسه فأكرمه الله بمن تقر عينه ....

أخذ يوسف يفكر في كلام صديقه و اقتنع به ثم قطع شروده صوت إسلام قائلاً :

- إيه يابني؟ روحت فين؟

- ها ... لا مافيش حاجة ... أنا متشكر ليك أوي يا إسلام.

- يابني ما فيش بين الإخوات شكر ... و اعمل حسابك فرح أختي الاسبوع الجاي أنا بعرفك بس إنت مش محتاج عزومة.

أصلا.

- ألف مبروك يا إسلام و عقبالك ياحبي أما أفرح بيك.

احبك في الله

من أجمل نعم الله أن يرزقك بصديق يدلك على الطريق إلى الجنان إن إلتقيت به فلا تتركه.

تلتقي مريم وسديم في الجامعة ومعهما إسراء فتاة هادية الطباع ترتدي ذلك اللباس الفضفاض الذي يشعرها بالأمان لا يصف ولا يشف، محبوبة من مريم وسديم لتتحدث قائلة:

- أنا يا بنات عندي مشكلة وما لقتش أحسن منكم آخد برأيه . . أنا نفسي ألبس النقاب أوي بس مش لاقيه كلام أقوله لماما عشان أقنعها و مش عارفة أعمل إيه؟

تبدأ مريم بالحديث قائلة :

- بصي النقاب ده عشق من نوع خاص ولازم إنتي يا سوسو الأول تكوني عاوزة تلبسيه لرضا الله مش عشان نفسك به عشان تاخدي الثواب ... قوليلها ياماما مش عاوزة حد يشوف جمالي غير بسلامته.

وتضحك إسراء وسديم على حديث مريم لتتابع حديثها.

و تتلاقى العيون

ثوان معدودة تمر كأن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة عندما تقع عيناك بعين من تحب وكيف لا وهي الموطن والمأوى؟

سمع يوسف طرقات على باب غرفته.

- يوسف أنا خلصت إنت جهزت.

- آه تعالي ادخلي.

يتفاجأ يوسف بما ترتديه سديم كعادتها متألقة بنقابها ... لتسمع منه ما يجعل قلبها يتألم بشدة.

- إيه يا بنتي القرف اللي لابساها ده... إنتى إزاي راضية لنفسك كدا .. إستحالة أمشي معاكي كدا.

أصابت كلمات يوسف قلب سديم مما جعلتها تذهب مسرعة إلى غرفتها في حالة بكاء .. يقف يوسف صامتا يلوم نفسه على ما قال ولكن لا يدري لم فعل ذلك؟

يذهب يوسف إلى غرفتها ويطرق الباب.

- سديم ممكن أدخل؟

القلب ينبض

نعيش على أمل أن نجد من يحيي فينا تلك المشاعر التي ماتت بفعل أفعالنا؛ لعلنا نجد من يروي تلك الأرض المتعطشة لذلك الحنين فتنبض فيها الحياة من جديد.

يتجه يوسف إلى غرفته بعد أن حدثته سديم عن انتقال عائلة مريم إلى السعودية.

يجلس يوسف على حافة سريره يفكر بما يشعر به ترى هل أحبها حقاً أم لأنها لم تتجاوب معه ولم تسقط في شباكه؟

دقائق قليلة من التفكير جعلت يوسف يتذكر مافعله سابقاً .... هل سيرزقني الله بمثل مريم بعد أن فعلت فعلتي؟..

قالها يوسف وهو يلوم نفسه .. تتساقط دموعه رغما عنه كما تسقط أوراق الأشجار عندما يمر عليها فصل الخريف ..... ألقى بجسده المتثاقل على سريره ليذهب في نوم عميق من كثرة الإرهاق مما أنساه موعده مع صديقه فادي.

تجلس سديم بصحبة مريم في الجامعة و تبدأ سديم بالحديث قائلة:

- تصوري يا مريم يوسف أخويا كان قاعد مع صهيب و أسر.

 وتتلاقى الارواح

تلك البصمة التي يجيد البعض نحتها كأمهر فنان عالمي لم تكن كبصمة صوت تتبتل الآلات بتمييزها ، ولا بصمة أذن يتعسر تقليدها، ولا بصمة ، ولا بصمة أصبع يمكن. التلاعب بها ، ولا يمكن تجميعها بتطابق كقطع البازل لتظهر شكلاً مكاملا منمقاً إنما هي بصمة الأرواح عندما تتطابق بين روحين دون تدخل ، فتشف لها النفس بصفاء نقير. (جهاد الكريدي).

حالة من الارتباك تظهر على سديم فقلبها لم يعرف معنى الحب من قبل فضلت أن تحفظه لربها..

احمرت وجنتاها ولزمت الصمت ولا تدري بماذا تجيب؟ ليقطع شرودها صوت يوسف قائلاً

على فكره لو مكنش كويس كنت رفضته على فكرة .... طيب تعرفي هو مين؟

 أومأت برأسها ببراءة الأطفال بالنفي.

- إسلام صاحبي أخو إيمان اللي بتحفظك قرآن ... قالها يوسف بفرحة عارمة.

غمرت الفرحة قلب سديم رغم أنها لا تعرفه ولكن هذا قدر الله .... فبادرت موافقتها على الرؤية الشرعية.

مر يومان و يتصل يوسف بصديقه إسلام ليخبره على موافقة أهله. تغمر السعادة قلب إسلام فيسرع لإخبار والدته:

- ماما الحمد لله أهل يوسف وافقو.

- ألف مبروك يابني و ربنا يسعدك يارب كان نفسي أبوك يكون موجود معانا.

- الله يرحمه ... البركة فيك ياست الكل ربنا يحفظك لينا . ثم قبل يد والدته.

يتصل إسلام بإيمان ليزف لها ذلك الخبر السعيد.

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. إزيك يا لومة.

- الحمد لله بخير يا إيمي وإنت محمد؟

- الحمد لله بخير.

- حضروا نفسكم عشان الموافقة لسه جايالي حالا.

محمد الصادق عثمان
بواسطة : محمد الصادق عثمان
محمد الصادق محمد عثمان طالب جامعي في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -